السبت، مارس ١٠، ٢٠٠٧

يوم واحد

إنفجر فى داخلى بارود الحزن و الألم و أصاب وهجه الحارق كل خلية فى جسدى و انا أراها تعلننى صراحة أنه حان وقت الفراق ..

صحيح أنه فراق على موعد .. و لكن أنى لى أن اتحمل تلك الفترة التى ستنقضى من عمرى و هى بعيدة عنى

كيف أعيش من دونها و هى تحمل زر تشغيل قلبى فى يدها ..

كيف أتصبر على الفراق ..

تخيلت أيامى السابقة فى بعدها .. و كيف مرت قاتمة .. كئيبة .. محزنة ..

كيف انفصل عنى كيانى و فارقتنى روحى و حاقت بى سبل الفناء من دونها ..

تلاحقت انفاسى و دمعت عيانى و تشتت نظراتى من هول المفاجئة .

لم أكن أعلم أن تلك اللحظة ستأتى ..

عشت فى حلم وردى بنيته فى خيالى .. حلمت بأننا سنظل قرينين قريبين على طول الزمان ..

تخيلتنى أحتويها و تحتوينى .. نندمج و يعاد تشكيلنا فى جسد واحد يحمل روحين ..

ترنحت فى خطواتى .. فقد سلبتنى المفاجأة عزمى و شدتى .. خارت قواى و لم تستطع قدماى ان تحملانى ..
كطفل مرتعد من عقاب أبيه ..

جسلت قليلا و تأملت ذكريات اللقاء الأول .. الخفقة الأولى و الرجفة الأولى ..

الكلمة الأولى و المصافحة الأولى ..

ثم لمست يدى اليمنى .. تلك التى تخيلتها لا تزال تحمل أثر المصافحة الأولى و التى كانت منذ عامين ..

و بحركة تلقائية و جدتنى أرفع يدى و ألثمها بقبلة حملت كل شوقى و حنينى لذكريات اللقاء الأول ..

خاصمنى النوم فى تلك الليلة .. و أرهقنى السهاد .. كيف لا و أنا أتعرض لنفس المعاناة التى طالما
لاحقتنى ..و طالما عايشتها فى ليالى البعاد ..

أتعبنى طول التحديق فى سقف الغرفة التى بدت لى موحشة كئيبة و انا أرانى بعيدا .. بعيدا .. عندها حيث

حلت و حل معها النور ..

مضت الدقائق أياما .. و الساعات شهورا ..

طالت ليلتى و تخيلتها لا تنتهى ..

تذكرت بيتا شعريا يقول ..

كلينى لهم يا اميمة ناصب .. و ليل أقاسيه بطىء الكواكب

أتراه أحس بى و هو ينطق هذا البيت .. أم أنه عانى كما عانيت ...

إستيقظت على نهار جديد يحمل عبق وردود البساتين و رحيق جنات النعيم ..

إرتديت ثيابى على عجل و ركبت حذائى مسرعا .. فأنا على ميعاد هام تتوقف عليه حياتى ..

كيف لا و أنا سأرى روحى التى سلبت منى و عقلى الذى فارقنى

سأقابل نفسى ..

وصلت إلى ميعاد اللقاء و أنا أتحرق شوقا لنظرة من عينى القمر .. ظمآنا لكلمة واحدة ..

و رأيتها ..

ياله من مشهد أبذل كل الجهد لأختزنه فى أعماق نفسى ..

لأجتره حتى إذا ما احتجته فى أوقات الحنين أستعيده بكل زواياه و تفاصيله .. و لكنى لا أستطيع إختزانه ..

و انا معها أحاول الإمساك بتلابيب اللحظات و لا أستطيع .. تفر منى لحظات اللقاء ..

.. لعلها تريد إخبارى كم هى غالية و نفيسة ..

إقتربت منها و شوقى يسيل من عينى كما تسيل الدموع ..

لاحظته هى و سألتنى عنه :

" ما كل هذه اللهفة ... إننا لم نفترق سوى لسويعات قليلة "

ضحكت لقولها .. و عذرتها لأنها لا تدرى ..

لا تردى كم أشتاق إليها و انا معها ..

فكيف و انا بعيد عنها ..

إنها حياتى التى لا عيش بدونها ..

لم أحاول شرح موقفى .. فكفانى أنها معى ..

و ليذهب كل شىء إلى حيث يذهب ... لا أهتم ولا أتساءل..

فقط أحب ...

أحب ..

و بجنون ,

ليست هناك تعليقات: