السبت، يونيو ١٦، ٢٠٠٧

عيد ميلادك يا هبة





أكتب لها اليوم
بمداد من قلبى
كلمات لست بقاصدها
وإنما هى وجدت الطريق للخروج من دون تدخل منى
أكتب لها اليوم
لأخبرها كم هى غالية ..
كم هى قريبة من قلبى ..
أكتب لها اليوم
فى عيد ميلادها العشرين
أهنئها ..
بل أهنئ نفسى بوجودها
كم داوت آلامى ..
كم وقفت إلى جوارى
كم ساعدتنى على تخطى الصعاب و حل المشكلات
كم إحتوتنى فى غضبى و ثورتى ...
حنونة
طيبة
ثاقبة الرأى
وفية
تحترم كل من يستحق الإحترام ...
هذا لأنها فى الأساس تحترم نفسها .. شخصيتها .. راضية عن كل ما فيها من عيوب و مزايا .. و العيوب قبل المزايا .. متصالحة مع كل الكون ... مصالحة نابعة من تصالحها مع نفسها
تحترمنى و تحترم عقلى و تفكيرى كثيرا ... جدا ... و هذا ما يجعلنى حريص كل الحرص على ألا أغضبها ... أو أؤذيها بأى كلام
هذا ما يجعلنى أحبها
أحبها كثيرا جدا ..
إنها أختى التى لم تلدها أمى .. و لن تلدها
فكرت كثيرا ... كيف يمكننى الإحتفال بعيد كهذا
كيف أصف لها سعادتى بها و بوجودها فى حياتى ..؟
ماذا ستكون الهدية
كيف سيجرى الإحتفال ..؟
أنا لا أعرف كيف
و لكنى أعرف أن حبى و تقديرى و إحترامى لها هما أسمى ما يمكننى تقديمه لها فى مناسبة كهذه
أختى العزيزة الغالية ...
أنت هبة وهبها الله لى فى زمن ندر فيه الأوفياء
نعمة أنعم على بها الخالق .. لم يشأ لى أن أظل وحيدا ..حزينا ..متألما ..
تكفينى كلماتك المطيبة .. حنانك الفياض .. حكمتك المتعقلة ...
شخصيتك السهلة .. العفوية ... الجذابة
أحبك كثيرا ..
كل عام و انت بكل الخير ..
أتمنى لك حياة مليئة بالسعادة ..و النجاح
و الحب .
..كل الحب

الأحد، يونيو ١٠، ٢٠٠٧

تسالى

أكتسى وجهه بملامح تنم عن كم الإرهاق الذى يشعر به
وأنهالت على وجهه أمطار العرق الساخن ..
شمس الصيف لاذعة .. لا يتحملها الشباب ممن هم فى سن أبنائه
يجر أمامه ذلك الحمل الثقيل ..
عربة الترمس التى هى مصدر رزقه الوحيد منذ عقود
عربة بدائية من الخشب الخشن .. تبدو عليها علامات الزمن واضحة ..من عتة .. و عنكبوت .. و آثار تصليح و ترميم فى كل جانب
يدفعها امامه فى الطرقات بحثا عمن يريدون " تسالى " من الأطفال و الكبار
هى حمولة يومية ثابتة يتوجب عليه بيعها كاملة كى يحظى ببعض الجنيهات
و لكن اليوم ليس كأى يوم
لقد إنتصف النهار .. و توسطت الشمس كبد السماء ...
و لم تنته الحمولة بعد .. و هو متخن بآلام المفاصل فى الظهر و الرقبة
و قد ألهبته شمس النهار الحارقة
أضف إلى هذا الصداع الرهيب الذى يكتنف رأسه .. و الذى لم يفلح معه كوب الشاى بالليمون الذى تناوله عند عزب القهوجى
لقد باع الجزء الأكبر من الحمولة ..و لكن هذه الكمية المتبقية لابد من بيعها .
أحصى أوراق النقود الكثيرة فى جيبه ..و المعدنية منها
تسعة جنيهات وخمسة و أربعون قرشا هم حصيلة اليوم الذى لم ينته بعد
منّى نفسه بالوصول إلى عشرة جنيهات ... هو ليس حلما بعيدا إذا إستطاع بيع باقى الحمولة .. بالطبع هو أولى بالقروش الباقيه
غالب آلامه و إرهاقه .. و أخد يجر العربة جرا أمامه عله يجد زبونا
سمع من بعيد صوت طفل صغير ... " ماما .. عايز ترمس " تقترب السيدة و معها طفلها .. تفتح كيس نقودها .. تخرج منه قطعتين معدنيتين من فئة خمسة قروش و عشرة قروش و تقول " مش معايا فكة ... هاتله ياعم بدول ترمس " يقلب القطعتين فى يديه باهتمام .. نظره ضعيف بعض الشىء .. يقول بحماس " رضا " ..يزيد من الترمس للطفل .. يريد أن يعود إلى بيته مبكرا كى يحظى بقسط من الراحة بعد هذا اليوم الطويل الشاق
أمسك بمقبضى العربة ..وواصل سيره من جديد .. كمية قليلة تلك التى تبقت ... أخذ يرش فوقها المياة بغزارة حتى تبدوا طازجة ..
طالت مدة سيره هذه المرة .. طالت و لا يوجد من يريد أن " يتسلّى " .. طالت و قد زاد ألمه و صداعه .. طالت و قد زادت حرارة الشمس حتى بلغت حدا لا يطاق
طالت و قد تسلل الملل إيه فقر العودة إلى بيته
إستدار بعربته فى صعوبة متخذا طريقه إلى البيت ..
يكفيه أن يعبر هذا الشارع الضيق .. ثم ينحرف يسارا ليسير فى طريق السيارات .. و بعدها سيكون قد وصل تقريبا إلى بيته
فى طريق السيارات صادفه شاب و فتاة يسيران بصورة يعرفها جيدا ..
غازلهما كما تعود ...
" تسالى يا بيه " ..؟
" ترمس يا أبلة ؟ "
هو ليس بيه .. و هى أيضا ليست" أبلة " و لكن لأكل العيش أحكامه
إقتربا .. تسلل الأمل إليه.. طلب الشاب منه " قرطاسين ترمس " فعبأهما
ثم أخرج الشاب من جيبه ورقتين من فئة الجنيه .. و نقده إياهما فى بساطة ..
أراد أن يقول أن هذا يفوق ثمن ما أخذاه من ترمس بمرتين على الأقل ..و لكن لم يلتفتا إليه .. سارا بعيدا فى هيام
دس الجنيهان فى جيبه فى سعادة ... و تحرك نحو المنزل ..
لم يعد يشعر بحرّ أو إرهاق أو صداع .. لقد وصل إلى العشرة كما أراد.. بل و تخطاها أيضا
و بالتأكيد ستفرح " أم العيال " جدا ..
سيعطى " حسن " ربع جنيه ..
و يمنح " كريمة " عشرة قروش
حفيداه
و بالتأكيد سيدخر جزءا من المال كى يستطيع عمل عجلتين جديدتين للعربة عند عبده الخراط
لابد من هذا
إنها هى مصدر رزقه الوحيد ..
تحرك مسرعا إلى بيته ..و هو يمنى نفسه بنومة مريحة ..
ويحلم بيوم جديد .. تقل فيه مشقة العمل