شاهدته و للوهلة الأولى خيل إلى أنه طفل ككل الأطفال الذين ينتشرون فى الطرقات و يلهون بكراتهم و عصيهم ..
فلقد رأيت فى يده اليمنى عصا قصيرة ملتوية ما قبل الآخر و كأنها مسند يتكىء عليه و يستند ..
و أيضا لاحظت الجلباب الصغير الذى - حتما - تم تفصيله و حياكته خصيصا لجسده الصغير النجيل ..
قصير ..
قزم ..
احاط وجهه بوشاح أبيض و كأنه يتلاشى نظر الناس إليه و إلى عاهته التى ليس له فيها من ذنب إلا كونه هو صاحبها ..
و عجبت لخطواته .. بدى و كأنه يتزلج على أرض جليدية ناعمة .. يتهادى فى رشاقة .. فى نعومة ..
أو فى تخفٍ .. أيضا من نظرات الشفقة التى تتراشق على طبقة جلده الخارجية لتلذعه كسهام من نار ..
و لاحظت إلتواء طفيف فى كاحل قدمه اليسرى .. بدى و كأنه يبذل جهدا كبيرا لإخفائه حتى لا تتزايد سهام الشفقة فى أعين الناس من حوله و تتفاقم معها آلامه النفسية و المعنوية ..
بدى لى و كأنه يختلس النظرات العابرة فى أعين كل من تصادفه عيناه القصيرتان .. العميقتان .. شعورا منه بأنه محور الكرة الأرضية بخلقته تلك التى بدت له و كأنها ما من مثيل لها بين البشر..
يطوق كتفيه ب " قفطان " دقيق مزركش جميل المنظر .. يختفى خلفة صدره الصغير المتناسق مع جسده ..
كل هذا و أنا أر اه و أستغرق التفكير فى دواخله .. ولا أرى باقى المشهد ..
و هلعت بعد أن إستيقظت عيناى على مشهد أدمى قلبى ..
طفلين صغيرين أخذا يقذفانه بالحصى و قد أبصرا فيه دمية رائعة ينبغى ألا يضيعا فرصة اللعب معها حتى و إن كان هذا اللعب يرهقها ..
و هو بكل خلايا الحزن التى إعتصرت قلبه يبعدهما عنه فى عناء .. فكفيه المنمنمتان لا تستطيعان الوصول بحال إلى الطفلين الأحمقين ..
كل هذا و هو لا يرى الطفل الثالث الذى جاء من خلفه ليشد " قفطانه " ظنا منه -على أغلب الفروض - بأنه زنبرك اللعبة الذى يحركها لتسعد ثلاثتهم ..
و أحسست بكم هائل من الحزن و الألم على هذا المسكين ..
و أيضا بالغضب الشديد .
احسست بأن أولئك الأطفال أعدائى ..
زجرتهم .. فلم يتعظوا ..أو يتراجعوا ..
ثكلتكم أمهاتكم أيها الخائبون ..
إتجهت إليهم فى سرعة و قدماى تكادا تنغرسان فى الأرض الصلبة من شدة وطء الخطوات ..
إنفصل عنى لبى و غرقت فى بحر الثورة و الهياج ..
ثم .. و بركلة واحدة - لا تسألونى كيف - .. رأيتهم جميعا على الأرض فى مشهد قد يضحكنى فى أحوال أخرى ..
ركلة واحدة جمعت فيها كل غضبى و ثورتى ... أبكتهم جميعا و أرعبتهم .. فجرى كل واحد منهم يختبىء وراء جدار ..
ثم قفزت إلى الرجل أساعده على النهوض بعد أن أوقعه التعساء على الأرض ..
فإذا به يبكى فى حرقة و ألم ما بعده ألم .. إذ يأتى اليوم الذى ينقذه فيه شاب فى سن أبنائه من بطش صبيان فى سن أحفاده ..
ياله من زمن ..
و يالها من أقدار ..
هونت عليه و أنا لا أدرى كيف سأهون انا على نفسى فى المساء على الفراش ..
إبتسم من بين دموعه إبتسامة رأيتها كاذبة و منافقة و لكنى عذرته عليها .. فلو أنى فى مكانه لقتلت نفسى كمدا و حسرة ..
إنصرف و إنصرفت .. و انكسر و انكسرت ..
و بكى و بكيت ..
فلقد رأيت فى يده اليمنى عصا قصيرة ملتوية ما قبل الآخر و كأنها مسند يتكىء عليه و يستند ..
و أيضا لاحظت الجلباب الصغير الذى - حتما - تم تفصيله و حياكته خصيصا لجسده الصغير النجيل ..
قصير ..
قزم ..
احاط وجهه بوشاح أبيض و كأنه يتلاشى نظر الناس إليه و إلى عاهته التى ليس له فيها من ذنب إلا كونه هو صاحبها ..
و عجبت لخطواته .. بدى و كأنه يتزلج على أرض جليدية ناعمة .. يتهادى فى رشاقة .. فى نعومة ..
أو فى تخفٍ .. أيضا من نظرات الشفقة التى تتراشق على طبقة جلده الخارجية لتلذعه كسهام من نار ..
و لاحظت إلتواء طفيف فى كاحل قدمه اليسرى .. بدى و كأنه يبذل جهدا كبيرا لإخفائه حتى لا تتزايد سهام الشفقة فى أعين الناس من حوله و تتفاقم معها آلامه النفسية و المعنوية ..
بدى لى و كأنه يختلس النظرات العابرة فى أعين كل من تصادفه عيناه القصيرتان .. العميقتان .. شعورا منه بأنه محور الكرة الأرضية بخلقته تلك التى بدت له و كأنها ما من مثيل لها بين البشر..
يطوق كتفيه ب " قفطان " دقيق مزركش جميل المنظر .. يختفى خلفة صدره الصغير المتناسق مع جسده ..
كل هذا و أنا أر اه و أستغرق التفكير فى دواخله .. ولا أرى باقى المشهد ..
و هلعت بعد أن إستيقظت عيناى على مشهد أدمى قلبى ..
طفلين صغيرين أخذا يقذفانه بالحصى و قد أبصرا فيه دمية رائعة ينبغى ألا يضيعا فرصة اللعب معها حتى و إن كان هذا اللعب يرهقها ..
و هو بكل خلايا الحزن التى إعتصرت قلبه يبعدهما عنه فى عناء .. فكفيه المنمنمتان لا تستطيعان الوصول بحال إلى الطفلين الأحمقين ..
كل هذا و هو لا يرى الطفل الثالث الذى جاء من خلفه ليشد " قفطانه " ظنا منه -على أغلب الفروض - بأنه زنبرك اللعبة الذى يحركها لتسعد ثلاثتهم ..
و أحسست بكم هائل من الحزن و الألم على هذا المسكين ..
و أيضا بالغضب الشديد .
احسست بأن أولئك الأطفال أعدائى ..
زجرتهم .. فلم يتعظوا ..أو يتراجعوا ..
ثكلتكم أمهاتكم أيها الخائبون ..
إتجهت إليهم فى سرعة و قدماى تكادا تنغرسان فى الأرض الصلبة من شدة وطء الخطوات ..
إنفصل عنى لبى و غرقت فى بحر الثورة و الهياج ..
ثم .. و بركلة واحدة - لا تسألونى كيف - .. رأيتهم جميعا على الأرض فى مشهد قد يضحكنى فى أحوال أخرى ..
ركلة واحدة جمعت فيها كل غضبى و ثورتى ... أبكتهم جميعا و أرعبتهم .. فجرى كل واحد منهم يختبىء وراء جدار ..
ثم قفزت إلى الرجل أساعده على النهوض بعد أن أوقعه التعساء على الأرض ..
فإذا به يبكى فى حرقة و ألم ما بعده ألم .. إذ يأتى اليوم الذى ينقذه فيه شاب فى سن أبنائه من بطش صبيان فى سن أحفاده ..
ياله من زمن ..
و يالها من أقدار ..
هونت عليه و أنا لا أدرى كيف سأهون انا على نفسى فى المساء على الفراش ..
إبتسم من بين دموعه إبتسامة رأيتها كاذبة و منافقة و لكنى عذرته عليها .. فلو أنى فى مكانه لقتلت نفسى كمدا و حسرة ..
إنصرف و إنصرفت .. و انكسر و انكسرت ..
و بكى و بكيت ..
هناك تعليقان (٢):
كلك احساس يا احمد
المشكله ان محدش بيوجه الاطفال ان دا غلط لان دول ناس زينا بالضبط ليهم احساس ومشاعر لازم نحافظ عليها
ربنا يعافينا جميعا ويصبر اصحاب الأبتلاءات
شكرا ليكى يا سمسمة على الرد ..
نورتى
إرسال تعليق