و مر أول يوم بسلام
بالتأكيد تكفيكم تلك العبارة المقتضبة - عديمة المعنى عند الكثيرين - لتعلموا أنى عدت منتصرا يوم أول أمس
حيث أول أيام إمتحاناتى
كانت مادة الكمبيوتر بسيطة .. و لذيذة..
و سهلة الهضم أيضا
استبشرت خيرا و تمنيت لو تمر باقى الايام كما مر ذلك اليوم
و لكن هيهات ..
عدت فى ذلك اليوم منتشيا سعيدا .. مخططا للمادة القادمة لنفس الدكتورة " منى عبد العزيز " كيف سأذاكرها .. و كيف أضمن أن أحصلها بالكامل فى مدة زمنية مقدارها يوم و نصف اليوم
واجهت المشكلة ... و اخذت فى اعتبارى الخطوة الأولى التى لابد منها ألا و هى التلخيص ... المادة عبارة عن 8 شخصيات لأدباء و مؤلفين فرنسيين .. و الإمتحان يطلب منك كتابة نبذة مختصرة عن عدد منهم
بالتأكيد كلمة " مختصرة " هذه مجازية للغاية .... فمذكرة الدكتورة تتحدث عن كل واحد منهم فيما لايقل عن 8 أو 9 صفحات من الحجم الكبير .. و بأصغر حجم ممكن للخط ..
أقمت معسكرا مغلقا فى المنزل .. تحديت الزمان و المكان و قلت لنفسى " أنا السنة دى ناجح ناجح .. ذوق عافية ناجح .." طبعا بعد تقديم المشيئة
لم تكن عملية التلخيص تلك سهلة كما كنت أحسب ... فلكى تستيطع تلخيص أى نص .. لابد و ان تعرف معناه بالكامل .. و هنا مربط الفرس .. بالطبع استغرقت الترجمة وقتا طويلا كنت فى أمس الحاجة له .. و لكنها بالفعل أجدت
إنتهيت " بخلع الضرس " من التلخيص .. كان هذا فى صباح اليوم التالى .. الذى سأمتحن فيه ..
عظيم .. امامى الآن مدة تتراوح ما بين الثلاث و الأربع ساعات لكى أستطيع - لا أدرى كيف - أن أحفظ كل هذا الكم من المعلومات الجديدة جدااااا و التى لم أسمع بها من قبل
لم يفت فى عضدى استحالة هذا .. تقمصت شخصية رجل المستحيل و شرعت بعد البسملة و الحوقلة فى حفظ المادة بعد التلخيص ..
مادة الأدب هذه - يبدو أنى لم أخبركم باسمها حتى الآن - إمتحنتها شفويا ..
و هذا معناه أن مدة الإجابة هذه المرة ساعتين فقط .. و ليس تلات ساعات كما هو معتاد فى باقى المواد
إمتحان الشفوى يضمن لى درجتين من العشرين درجة فى النهاية..
إذن انا سأمتحن على الـ 18 درجة المتبقية ...
و بحسبة بسيطة .. يمكننى توقع شكل الإمتحان كما توقع الكثيرون
الإمتحان سيكون عبارة عن 8 شخصيات و مطلوب التحدث عن ستة ... و بهذا تكون درجة كل سؤال 3 درجات ...
3*6=18
هذا ما توقعته .. و مايقوله العقل .. و مابنيت عليه حساباتى
سابقت الزمن .. و لكنى حللت ثانيا
فالوقت المتبقى كان يكفى بالكاد لقراءة المنهج بعد التلخيص .. و ليس حفظه كما تمنيت
إستطعت فى النهاية إختزان أربع شخصيات من الثمانية المقررين .. و مررت على الباقى مرور الكرام ... باعتبار أن أربعة شخصيات فضل و عدل
لم أعمل حسابا للبرشام .. فيم سيفيد و أنا حافظ نصف المنهج- لم يحدث هذا من قبل - .. و قارئ النذر اليسير عن النصف الآخر ... و لكنه يكفى لل"هرتلة " بكل ما أعرف و مالا أعرف
توكلت على الله مع دعوات الست الوالدة ... التى لا أثق فى دعواتها مطلقا
لا أدرى لم أتوقع شرا عندما تدعو لى والدتى ... و قد كان
أى لجنة تلك ..؟ و أى امتحان هذا ..؟
الدكتورة إختارت - و ياللعجب - الشخصيات الأربع التى لم أحفظها ...
عندما استلمت ورقة الإجابة فى البداية فكرت أن أشرع فى كتابة ما حفظت على اعتبار أنه آت فى الإمتحان لا ريب .. و لكن هبطت صواعق العالم كله فوق رأسى عندما استلمت ورقة الأسئلة .. و أى أسئلة ...
لقد صوبت و أصابت ...
إختارت بمنتهى الدقة كل مالم تشمله حساباتى من المنهج ... انا أعرف هذا لأنى قرأت المنهج كله ...
لعنها الله ألف ألف مرة ..
جلست فى اللجنة كالبطة البلدى .. أنتظر الفرج .. و الأمل .. و الإحسان أيضا ..
و لكن الوقت يمر ...
و لأن الشاطرة تغزل برجل حمارة ...
و لأن حمارتك العارجة تغنيك عن سؤال اللئيم ..
و لأن .. و لأن ... جميع الأمثال التى ورد فيها ذكر الحمار .. و الجحش إن أمكن ..
قررت أن أتخذ قرارا ... ماهذا التعبير المتخلف
المهم أنى قررت أن أضع لنفسى إمتحانا و أجيب عليه ..
و لم لا ..؟
الورقة ورقتى .. و القلم قلمى .. ثم أن يدى هى التى ستكتب و ليست يد شخص آخر ..
بسملت .. و حوقلت .. - أعتقد أيضا أنى صليت ركعتين جلوساَ - و بدأت فى كتابة كل ما أعرفه عن المنهج .. لايهم ما تطلبه الدكتورة ... المهم ما أعرفه أنا .. و لولا إختلاف الأذواق لبارت السلع ..لابد أن تحظى الإمتحانات بقدر ما من الديمقراطية .. و انا هنا أحتفظ بحقى الأصيل فى كتابة ما أعرف..
و لكن مهلا ...؟
هلا أخبرنى أحدكم أين أجد ما أعرف .؟
يبدو أن صواعق العالم التى هبطت فوق رأسى منذ قليل قد أودت بجزء كبير من ذاكرتى المسكينة .. و التى كانت تعانى التخمة منذ لحظات
أفقدتنى الصدمة توازنى ... لم أعد أتذكر شيئا ...
يا الله ... انا لا أحتمل كل هذا العذاب ..
" باق من الزمن ساعة و ربع " ...
اخترقت تلك العبارة الملعونة طبلة أذنى الوسطى خارجة من حلق ذلك المراقب السمج ... أحد أولئك الذين يتناثرون فى كل بنش ..
يبدو أن الإدارة الموقرة قررت تنفيذ فكرة " مراقب لكل طالب " التى نادى بها الكثيرون فى سنوات ماضية
طبعا لا مجال للغش .. أو البرشام ...
لا مجال سوى للصمت ..
بدأت الذاكرة تعود لى شيئا فشيئا .. أقنعت نفسى أنى أستطيع أن " أحبّر " الورقة كما ينبغى ..
نظرت حولى فى بلادة .. ياللهول ... لا يوجد طالب واحد يوحد ربه يمسك بالقلم ...
أو انى لم أر إلا الذين تتفق حالتهم معى ...
عصرت ذاكرتى و شطفتها و نشرتها أيضا و لم تسعفنى سوى بست صفحات من الأسطر و الحروف و الكلمات المتباعدة .. جدا
انتهى الوقت .. و سلمت ورقتى .. لأنزل من اللجنة و يقابلنى سرادق كبير للعزاء أسفل مبنى الإمتحان .. هذا ما تخيلته فى البداية من كثرة الصراخ و العويل ...
و لكنها الأقدار ...
حمدت الله أنى كتبت بعض الأشياء التى " تملأ العين " حتى و إن كانت غير مطلوبة ...
و هكذا ..
و هكذا سقطت لويز ..
أقصد .. و هكذا مر ثانى يوم من أيام الإمتحانات ...
دعواتكم
هناك تعليقان (٢):
ولا يهمك..ربنا يعمى الدكتورة عن الكلام فى ورقتك
بإذن الله تعدى من الماده دى أداب الزقازيق ياعم..يعنى السقوط بالواسطة
اسألنى أنا..اكتب تنجح..متقلقش
أهلا سومة نورتى
مين بقى اللى قاللك حكاية السقوط بالواسطة دى ..؟
أيوة أيوة دا إنطباع عام علشان انتى فى قسم من الأقسام الكتيير اللى بينجحوا فيها " بالزوفة " ...
عارفة ..؟ إسألى أىىى حد كده ... عندنا فى الكلية يعنى بما إنك زميلة عزيزة ..
و الله يا سمية أكتر نسبة سقوط فى قسم فرنساوى ..
أصعب مواد
أرخم دكاترة
أعقد إمتحانات
و إلا ماكانشى العبد لله سقط سنة و التانية فى السكة اهى ...
ربنا يوعدنا
إرسال تعليق